خطوة || وكالات
تحاول اسرائيل جاهدة عبر وسائلها الإعلامية وتقاريرها الأمنية المكثفة أن تظهر للعالم صورة مغايرة ومشوهة عن منفذي عمليات الطعن والدهس في القدس ومناطق متفرقة في الضفة، فمفاد تلك المزاعم أو الادعاءات؛ تقول إن هؤلاء الشهداء من أصحاب العوائل الفقيرة وأقدموا على هذه الأفعال للموت كوسيلة هرب من واقعهم؛ لكن المتمعن في قصص أو تفاصيل معظم مجموعة الإستشهاديين الأخيرة يجد أنهم من عوائل ميسورة الحال ولهم كيانهم في المجتمع.
جولة على الحساب الشخصي للشهيد مهند حلبي منفذ عملية الطعن بالقدس على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تظهر لك أنه كان يعيش بين عائلة مرموقة وخاصة على الصعيد المادي ولها حضور في الحي الذي تقطنه.
وهنا يتضح لنا أن السبب الوحيد لإقدام "مهند" على قتل مستوطنْين اسرائيلين، هو الاستفزاز الذي ولدته الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في المسجد الأقصى مؤخرا، وليس ادعاءات الصحافة الإسرائيلية والتقارير الأمنية التي أفادت أن معظم منفذي عمليات الطعن والدهس هم من الفقراء ويأتون إلى هنا للانتحار هروبا من واقعهم المرير.
وكان الحلبي" قد استشهد في عملية طعن وإطلاق نار على مستوطنين في البلدة القديمة ، وقتل فيها اثنين فيما أصيب عدد اخر، ويشار إلى أن "الحلبي" من سكان بلدة البيرة قرب رام الله، وهو طالب بكلية الحقوق بجامعة القدس ابو ديس، وأحد أعضاء الرابطة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة.
التقارير الإسرائيلية الآخيرة تحاول تشكيل صورة لمواصفات منفذي العمليات الفردية، بعد ما أجمعت على أن المنفذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-20 عاماً وهم واقعون تحت تأثير التحريض ومنه التحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومعظمهم الوضع المادي أقرب من الصفر، فيما جرى وصفهم بالعلمانيون وأنهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي.
ولننفي هذه المواصفات بشكل أعمق فالاستشهادي علاء أبو جمل (27 عاماً) من بلدة جبل المكبر في القدس، الذي نفذ عملية دهس في المدينة المقدسة قبل صياغة هذا النص بيومين وقتل فيها مستوطن وأصيب عدد آخر؛ يعمل في شركة بيزك للاتصالات، وقد أظهر مقطع فيديو ترجل الشهيد من مركبته بعد دهسه المستوطنين، قبل أن يحيط به مجموعة من عناصر شرطة الاحتلال، ويقوموا بإطلاق النار عليه.
وفقا لرئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب ولندعم أكثر بقصة الاستشهادي بهاء عليان الذي يعد من أكثر الناشطين شهرة في جبل المكبر بالقدس، وهو من عائلة مرموقة، فهو نجل محام مشهور ،وهو مصمم فني يعمل في مطبعة ،وصاحب الكثير من المبادرات التي تهتم بالقراءة والتي دخل من خلال إحداها موسوعة "غينيٍس"،إلا أنه ترك كل هذا؛ و أقدم على عملية مزدوجة طعن وإطلاق نار بالقرب من باب العامود صباح الإثنين الماضي، وأسفرت العملية عن قتل 3 مستوطنين وأصيب 20 آخرين.
جاء رد بهاء والطالب في جامعة القدس "بلال غانم" سريعا على جرائم الإعدام الميداني الإسرائيلية في الأيام الماضية، فعمليات التصفية التي أريد منها إثارة الرعب في نفوس الفلسطينيين،واخرها كان الفيديو الشهير للطفل الجريح أحمد مناصرة الذي كان يتوسل شرطة الاحتلال لطلب الإسعاف فلم يلاقي إلا الشتائم النابية والضرب المبرح،هذه الاستفزازات انقلبت ضد مرتكبيها لتكون النتيجة غضبة فلسطينية هزت القدس في دقائق.
ومنذ مطلع أكتوبر ومع عمليات القتل الجديدة يزداد عدد الضحايا والجرحى الفلسطينيين حيث بلغ عدد الشهداء 33، فيما سُجل أكثر من 1000 مصاب، وعشرات المعتقلين، وذلك بالاستناد إلى بيانات رسمية، يتوزعون بين الضفة والقدس وغزة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق