خطوة || وكالات
تقدمت قوات عراقية يدعمها مقاتلون من فصائل شيعية أمس السبت في المناطق
الشمالية من محافظة صلاح الدين التي تقطنها اغلبية سنية في اليوم الرابع من
هجوم واسع يهدف لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المحافظة.
واستولت قوات مكافحة الارهاب ومقاتلون شيعة متطوعون على قصر صدام حسين على جبل مكحول شمالي بلدة بيجي المهمة.
وقالت القوات العراقية إنها باتت على بعد نحو 25 كلم شمال بيجي، حسب ما افاد مسؤولون امنيون.
وكانت القوات العراقية استعادت مدينة بيجي ومصفاتها النفطية وبلدة الصينية
من تنظيم الدولة الاسلامية خلال الايام القليلة الماضية وذلك بمساعدة قوات
الحشد الشيعي.
وماتزال جيوب محدودة محاصرة في المدينة، فيما واصلت القوات اندفاعها شمالا على الطريق المؤدي الى مدينة الموصل.
وبلغت القوات العراقية بلدة الزوية وهي تتقدم باتجاه الشرقاط اخر المدن
الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين قبل الوصول الى حدود محافظة نينوى التي تعد
المعقل الاساسي للتنظيم الاصولي وعاصمتها الموصل.
وقال ضابط رفيع في قيادة عمليات صلاح الدين "ان القوات العراقية تحاصر بلدة
الزوية وقرية المسحك الواقعتين على بعد 25 كلم شمال بيجي".
والسيطرة على الزوية والمسحك يضيق الخناق على عناصر التنظيم في هذه المنطقة
ويعزلهم عن بقية المناطق ويمنع تحركهم باتجاه المدن الواقعة شرق دجلة مثل
الحويجة.
وقال الخبير الامني عبد الكريم خلف ان "استعادة الزوية سيحرم داعش من
المناورة والحركة من المناطق الامنة باتجاه الغرب (الرمادي) وسيكون التنظيم
في موقف حرج".
واضاف "ستكون خطوط المواصلات باتجاه تكريت صعبة جدا عليهم وايضا باتجاه الرمادي الخطوط البديلة الطويلة والصعبة".
وراى خلف وهو ضابط متقاعد ان اندفاع القوات العراقية شمالا "قفزة مهمة
باتجاه نينوى وفرض سيطرة على طريق صلاح الدين نينوى" الذي سقط بيد داعش منذ
حزيران/يونيو من العام 2014.
ولا تزال القوات العراقية المكونة من قوات النخبة والتدخل السريع وفصائل
الحشد الشعبي تخوض معارك في جبهات متعددة في بيجي وجبال مكحول وبعض الجيوب
المحاصرة.
وتعمل هذه القوات كذلك على تمشيط بلدة الصينية التي تعقد الحلقة الرابطة
باتجاه صحراء الانبار التي تخوض القوات العراقية هناك عملية عسكرية متزامنة
لتحرير كبرى مدنها الرمادي.
وعلى مسافة ابعد الى الغرب، تخوض القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف
الدولي، معارك لاستعادة الاجزاء المحتلة من بلدة البغدادي في محافظة
الانبار والقرى المحيطة بها من التنظيم الجهادي.
واستعادت القوات العراقية تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد، في نيسان/أبريل.
وبعد تلك العملية الناجحة خسرت الحكومة السيطرة على مدينة الرمادي الواقعة غرب بغداد، في ايار/مايو.
بعدها تباطأت العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، اثر ارتفاع
درجات الحرارة، وركزت السلطات منذ ذلك الحين على تدريب وتجهيز القوات،
ومحاولة قطع خطوط امداد التنظيم الجهادي من خلال القصف.
والمسافة بين مدينة الموصل التي تعد المعقل الرئيس للتنظيم الجهادي وبلدة الزوية هي 125 كيلومترا.
وافاد شهود عيان ان العشرات من سكان القرى التي لا تزال تخضع لسيطرة التنظيم، يفرون منها باتجاه مناطق سيطرة القوات العراقية.
كما افاد شهود عيان من سكان الشرقاط الواقعة شمال الزوية ان رجلا من سكان
المدينة اطلق النار على عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية واردى خمسة منهم
انتقاما لإعدام اثنين من اقاربه على يد التنظيم الإرهابي، قبل ان يلقى
حتفه.
ويشارك مئات المقاتلين من ابناء العشائر السنية المناهضة لتنظيم الدولة
الاسلامية في المعارك في عمليات صلاح الدين، كما يشارك فيها مقاتلو الحشد
الشعبي الشيعي.
وقال هادي العامري قائد جماعة فيلق بدر "اليوم تحقق نصر كبير وهو تحرير
القصور الرئاسية في جبل مكحول والسيطرة على هذا الجبل المهم والاستراتيجي
وقطع الطريق الذي يربط بين الزاوية والفاتحة والذي كان يعد من اهم امدادادت
العدو لمد بيجي بالامكانيات بالمقاتلين والافراد".
واظهرت اللقطات قوات مكافحة الارهاب ومقاتلين من الحشد الشعبي يتمركزون حول
مباني المجمع الرئاسي كما تصور نفقا حفره مقاتلو الدولة الإسلامية داخل
أحد المباني لنقل الاسلحة والقوات من وإلى المنطقة.
وابدى العامري عدم رضاه عن الضربات الجوية الامريكية قائلا "الاعتماد على
التحالف الدولي والامريكان اعتماد على السراب.. بحول الله.. بقوة الله هذه
العمليات لو كانت على الرمادي هم ثلاثة أيام.. أربعة ايام.. لذلك اقول لهم
لكل من يعتقد أن عملية الرمادي ستتم دون الحشد الشعبي واهم وسيثبت ذلك".
واعلن فيلق بدر السيطرة على معظم مصفاة بيجي النفطية وهي أكبر مصفاة
بالبلاد من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية بعد ان شن هجوما يوم الاربعاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق