خطوة || وكالات
يجمع الخبراء والمراقبين للشأن الفلسطيني أن العمليات
الاستشهادية ستشكل منعطف جديد في الهبة الجماهيرية التي يعيشها الفلسطينيون
منذ عدة أيام.
ويؤكد الخبير والمحلل السياسي البروفسور ناجي شراب ان الحالة
القائمة على الارض تفتح الابواب لكافة الخيارات، فلا يمكن استبعاد خيار دون
الاخر، و ان العنف يولد المزيد من العنف والتصعيد يولد المزيد من التصعيد و
القتل يولد المزيد من القتل بكافة الوسائل و التي تشمل العمليات الفردية
التي تحدث الان.
و أوضح شراب لصحيفة ان ما يلفت النظر في هذه الانتفاضة هو مشاركة
الفتاة الفلسطينية الصغيرة في السن، حيث ان المقاومة ليست قاصرة على
الشباب.
وقال: "الانتفاضة الان تختلف اختلافا كليا عن الانتفاضة الثانية ، حيث ان
الاختلاف الكبير الذي لابد ان يؤخذ بعين الاعتبار ان هذه الانتفاضة تتم في
سياقات الحرب على الارهاب في المنطقة بأكملها".
وأضاف: "ان العمليات الاستشهادية ستكون لها تداعيات خطيرة جدا على مستقبل
الانتفاضة و على مستقبل غزة ، لان هذه العمليات ستكون ورقة رابحة في يد
الاعلام و في يد اسرائيل و هو ان ما يجري هو عبارة عن ارهاب ، وبالتالي
لابد ان نكون حذرين جدا من موضوع هذه العمليات"، محذرا في الوقت ذاته ان
تكون هذه العمليات بداية حرب مدمرة على قطاع غزة، مشددا على ضرورة ابعاد
القطاع عن هذا الخيار و السيناريو.
ولفت شراب الى ان غزة يمكن ان تعبر عن تضامنها مع هذه الانتفاضة عبر وسائل و
أساليب اخرى، مشيرا الى ان المحافظة على الدم الفلسطيني هو اولوية
فلسطينية و احد اهداف الانتفاضة.
وبين شراب انه من خلال الوسائل الاعلامية الاسرائيلية فان اسرائيل كانت
تدرك تماما ان هناك انتفاضة على الابواب عندما اندلعت الاحداث في المسجد
الاقصى قبل عدة اشهر ، لافتا الى ان ذلك كان احد اهداف اسرائيل بأن تجر
الساحة الفلسطينية بأكملها الى دائرة العنف، وبالتالي تفقد السلطة الوطنية
الفلسطينية خياراتها و تخلق حالة من الهبوط و الضبابية في الأراضي
الفلسطينية و حالة من التناقض و إلصاق تهمة العنف و الارهاب للجانب
الفلسطيني، على حد وصفه.
واشار الى ان اسرائيل تدرك ايضا ان الانتفاضة الثالثة تختلف كليا عن
انتفاضة عام 2000، لافتا الى ان الانتفاضة الثالثة يوجد بها مقاومة متطورة و
سلاح كما ان هناك جيل من الشباب المحبط من الناحية الفسيولوجية و
الاجتماعية و الاقتصادية، مبينا ان ما يقلق اسرائيل هو ما يجري في داخلها
من قبل الاقلية العربية، لان ذلك يهدد البنية الاجتماعية داخل اسرائيل.
وفي السياق اكد شراب ان التطور من اليات المقاومة موجود، لافتا الى ان رشق
الحجارة و استخدام السلاح الابيض كالسكين كان موجودا في السابق، مبينا ان
الذي يحدث في الوقت الحالي هو تفعيل لها بشكل اكبر، موضحا ان العمليات
الفردية او الاسشهادية قد تكون اخطر هذه الوسائل، فمنها ما تكون عمليات
فردية يقوم بها افراد، و منها ما تكون عمليات منظمة و التي توقع خسائر
اكبر.
واكد شراب الى انه بالامكان ان تتحول هذه العمليات من كونها فردية الى
منظمة تتبناها فصائل فلسطينية، مبينا ان الانتفاضة الثالثة بدأت بطريقة
عفوية يقودها شباب تترواح اعمارهم ما بين 15 الى 25 عاما و التي لم تعش
خبرات الانتفاضة السابقة، لافتا الى ان هذا الجيل الذي يقود الانتفاضة
عبارة عن نتاج بيئة سياسية واقتصادية و اجتماعية فلسطينية محبطة .
وقال البروفسور : "القرار الفلسطيني وصل الى مرحلة من المعضلة بمعنى لا
يمكن الخروج من عمق الزجاجة التي وضعت الانتفاضة فيه كافة المنظمات
الفلسطينية و السلطة الا اذا كان هناك مبادرة سياسية تكون مقنعة".
واضاف: "اعتقد ان هناك ارهاصات لتحرك دولي و اقليمي لانه ليس من مصلحة
الدول الاقليمية و الدولية و العربية ان تتسع دائرة التصعيد في الاراضي
الفلسطينية وخصوصا في مناطق مجاورة من الاردن".
وبين انه لا يمكن استبعاد عودة العمليات الاسشهادية ، لافتا الى انه لذلك
اساب الاول قد يكون على المستوى الفردي نتيجة حالة اليأس و الاحباط و
الحروب، و الثاني قد يكون ما يطلق عليه (أنا ومن بعدي الطوفان) الذي تتبناه
بعض الفصائل و التنظيمات الفلسطينية.
بدوره أوضح الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي ان حالة الاحتقان لدى
الشعب الفلسطيني هي حالة من الغليان و التي ينفس عنها عن طريق العمليات
التي تحدث سواء كانت اسشهادية او عمليات طعن او الحراك في الشارع، لافتا
الى ان جيل ما بعد اوسلو رسم حاليا خارطة سياسية جديدة و يحدد شكل الصراع
مع الاحتلال الاسرائيلي، معتبرا ان جيل اوسلو قد فشل .
وبين الشرقاوي ان الشعب الفلسطيني يعيش في حالة الدفاع عن النفس وليس
الاساليب العسكرية، مشيرا الى انه تم الاستفادة من التجارب السابقة، مشددا
على ضرورة ان يكون هناك سيادة على هذا الحراك و هذه الانتفاضة في الميدان
بالاضافة الى قيادة خفية لا يعلم احد عنها أي شيء.
وقال الشرقاوي: "لابد من تقدير الموقف تقديرا سليما لان العدو اذا ما ارتكب
جرائم فيجب ان يتدخل السلاح تدخل وظيفي و ان يضرب العدو في مقتله".
واوضح الشرقاوي انه لا يمكن لاحد ان يحدد العمليات الا الذين ينفذونها ،
متوقعا ان سياسية السكين هي السائدة و ليست العمليات في الميدان، مشيرا الى
ان السكين اثبتت وجودها ولو ان هناك تباين في ميزان القوى المختلفة.
واعتبر الخبير العسكري أن قطاع غزة هو حارس المشروع الفلسطيني، لافتا الى
ان غزة اعطت الانتفاضة دفعة قوية و انا فتحت عدة افق تتمثل في انه يمكن
هزيمة الاحتلال الاسرائيلي.
ورأى الشرقاوي ان الفصائل والقيادة الفلسطينية قد عفا عليهما الزمن، معتقدا
ان الشعب الفلسطيني اصبح لا يثق بقيادته السياسية و اكبر دليل على ذلك ما
حصل مع الشهيد مهند الحلبي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق